التحديات التي تواجه أهالي أصحاب الهمم من التوحد وطيف التوحد والقائمين على رعايتهم
رعاية الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد وطيف التوحد ليست بالمهمة السهلة، إذ يواجه الأهالي والقائمون على رعايتهم تحديات يومية تتطلب الصبر والتفهم والتكيف المستمر مع احتياجاتهم. يمكن تصنيف التحديات إلى عدة محاور رئيسية:
أولًا: التحديات التي تواجه الأهالي
1.التحديات العاطفية والنفسية
-
التعامل مع الصدمة الأولية: عندما يتلقى الأهل تشخيص التوحد أو طيف التوحد لطفلهم، يشعرون بمشاعر مختلطة من الحزن، القلق، وعدم اليقين حول المستقبل.
-
التوتر والضغط النفسي: يحتاج الطفل المصاب إلى رعاية مستمرة، ما يسبب إرهاقًا نفسيًا وعاطفيًا للأهل.
-
الخوف من المستقبل: القلق حول مستقبل الطفل، وإمكانية استقلاله، وحياته الاجتماعية والمهنية.
-
الشعور بالوحدة: يعاني بعض الأهالي من العزلة الاجتماعية بسبب قلة التوعية المجتمعية حول التوحد وصعوبة دمج أبنائهم في المجتمع.
2.التحديات المالية
-
تكاليف العلاج والتأهيل: تشمل تكاليف العلاج السلوكي (ABA)، التخاطب، العلاج الوظيفي، والأدوية المساعدة في بعض الحالات.
-
تكلفة التعليم والتدخل المبكر: بعض المدارس الخاصة توفر برامج تعليمية مخصصة لكنها بتكاليف مرتفعة.
-
نقص الدعم المالي الحكومي: في بعض الدول، يواجه الأهل صعوبة في الحصول على دعم حكومي أو منح مخصصة لرعاية أطفالهم.
3.التحديات التعليمية والتأهيلية
-
صعوبة اختيار المدرسة المناسبة: يواجه الأهل مشكلة في العثور على مدارس مهيأة لفهم احتياجات طفلهم وتقديم الدعم الكافي.
-
ضعف برامج التعليم الدامج: بعض الأنظمة التعليمية غير مجهزة للتعامل مع الأطفال المصابين بطيف التوحد.
-
نقص المعلمين المدربين: قلة الكفاءات التعليمية المؤهلة للتعامل مع الأطفال من ذوي التوحد.
4.التحديات الاجتماعية
-
الوصمة المجتمعية: لا يزال هناك جهل حول التوحد في بعض المجتمعات، مما يعرض الأهل للانتقاد أو عدم التفهم.
-
صعوبة دمج الطفل في الأنشطة الاجتماعية: مثل الرحلات المدرسية، المناسبات العائلية، أو اللعب مع الأطفال الآخرين.
-
صعوبة العثور على بيئة صديقة للتوحد: مثل أماكن اللعب، المطاعم، ودور العبادة التي قد لا توفر بيئة هادئة ومناسبة.
5.التحديات داخل الأسرة
-
إهمال الإخوة الآخرين: قد يشعر الإخوة بالإهمال بسبب تركيز الوالدين على الطفل المصاب.
-
الاختلاف في وجهات النظر بين الوالدين: قد يختلف الأبوان حول طريقة التربية والعلاج، مما يسبب توترًا في العلاقة الأسرية.
-
إرهاق الوالدين: يؤدي المجهود المستمر في رعاية الطفل إلى الإرهاق الجسدي والنفسي.
ثانيًا: التحديات التي تواجه مقدمي الرعاية (المعلمين، المختصين، والمرافقين)
1.التحديات المهنية
-
نقص التدريب والتأهيل: بعض المعلمين والمرافقين يفتقرون إلى التدريب المتخصص في التعامل مع التوحد.
-
عدم وجود بيئة داعمة: بعض أماكن العمل لا توفر الموارد أو البرامج المخصصة لتدريب العاملين في هذا المجال.
-
ضغط العمل الكبير: التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد يتطلب صبرًا وطاقة كبيرة
2.التحديات السلوكية
-
إدارة السلوكيات الصعبة: مثل نوبات الغضب، الصراخ، أو إيذاء النفس.
-
مواجهة الصعوبات اللغوية: بعض الأطفال غير قادرين على التعبير عن احتياجاتهم، مما يسبب إحباطًا لكل من الطفل والمربي.
-
التعامل مع الحساسية الحسية: بعض الأطفال يواجهون صعوبة في تحمل الأصوات العالية أو اللمس، مما يتطلب بيئة معينة للعمل معهم.
3.التحديات الصحية
-
إرهاق بدني وعاطفي: التعامل المستمر مع طفل يعاني من التوحد قد يكون مرهقًا جسديًا ونفسيًا للمرافقين والمعلمين.
-
الإصابات الجسدية: بعض الأطفال قد يظهرون سلوكيات عدوانية أو إيذاءً ذاتيًا، مما يعرض القائمين على رعايتهم لخطر الإصابات.
-
إجهاد نفسي طويل الأمد: يتعرض مقدمو الرعاية لخطر الاحتراق النفسي (Burnout) بسبب الضغوط المستمرة..
الحلول الممكنة لمواجهة هذه التحديات
لتحسين حياة أهالي المصابين بالتوحد ومقدمي الرعاية، يمكن اتخاذ بعض الخطوات مثل:
-
زيادة التوعية المجتمعية: من خلال الحملات الإعلامية والندوات في المدارس وأماكن العمل.
-
توفير دعم نفسي واجتماعي للأهالي: مثل مجموعات الدعم (القروب ثيربي) الكوتش الجماعي، الاستشارات النفسية، ومراكز المساندة الأسرية.
-
تحسين القوانين والسياسات الحكومية: لضمان حصول المصابين بالتوحد على حقوقهم في التعليم، الصحة، والعمل.
-
تعزيز برامج التدريب المهني: لتأهيل المعلمين والمرافقين المتخصصين في التعامل مع طيف التوحد.
-
إنشاء بيئات صديقة للتوحد: مثل مدارس مجهزة، أماكن ترفيهية مهيأة، ومرافق عامة تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم.
-
تقديم دعم مالي للأسر: لتغطية تكاليف العلاج والتأهيل.
-
استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة: لمساعدة المصابين بالتوحد على التواصل والتفاعل.