أبوظبي: نموذج عالمي للمدن الصديقة للأسرة وأصحاب الهمم

أبوظبي: نموذج عالمي للمدن الصديقة للأسرة وأصحاب الهمم

في قلب منطقة الشرق الأوسط، تبرز أبو ظبي كواحدة من المدن الرائدة عالميًا في تبني رؤية شاملة تهدف إلى دمج أصحاب الهمم وكبار السن والأطفال ضمن نسيج المجتمع. هذه الرؤية ليست مجرد شعار، بل هي استراتيجية متكاملة تستند إلى مبادئ الشمولية والاستدامة وجودة الحياة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

رؤية شمولية تتجاوز التخطيط العمراني

في نوفمبر 2024، أطلقت أبوظبي مبادرة المدينة الدامجة، بالتعاون بين دائرة تنمية المجتمع، ودائرة البلديات والنقل، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة. تهدف هذه المبادرة إلى تطوير بيئة عمرانية واجتماعية متكاملة تدعم احتياجات أصحاب الهمم وكبار السن وتتيح لهم حياة كريمة.

المدينة الدامجة ليست مجرد مشروع تخطيطي، بل فلسفة مجتمعية تركز على تهيئة البنية التحتية والمرافق العامة لجعلها متاحة للجميع. من الأرصفة المنخفضة وممرات الكراسي المتحركة إلى التكنولوجيا المساعدة في وسائل النقل، تسعى أبوظبي لتكون مدينة يشعر فيها الجميع بالأمان والاستقلالية.

 

دور التكنولوجيا والابتكار في تحقيق الشمولية

تعتبر التكنولوجيا عنصرًا محوريًا في رؤية أبوظبي الشمولية. على سبيل المثال، يتم توظيف تقنيات حديثة لتطوير أنظمة تنقل ذكية تساعد أصحاب الهمم وكبار السن على التنقل بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل التطبيقات المخصصة وأجهزة المساعدة التقنية مثل البرمجيات الناطقة على تسهيل تفاعل الأفراد مع بيئتهم.

 

أبوظبي: إمارة صديقة للأسرة

لا يقتصر التركيز على أصحاب الهمم وكبار السن، بل يمتد ليشمل الأطفال وعائلاتهم. تولي أبوظبي اهتمامًا خاصًا بمرحلة الطفولة المبكرة باعتبارها حجر الأساس لتطوير أجيال مستقرة وناجحة. توفر الإمارة مساحات آمنة وممتعة للأطفال، مثل الحدائق الصديقة للعائلات والمراكز التعليمية التي تعزز اللعب والتعلم.

وفي إطار هذه الرؤية، أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة مبادرات متميزة مثل مشروع “حكاياتنا” الذي يهدف إلى تعزيز الروابط بين الأجيال من خلال رواية القصص، ومشروع “مجلسنا” لتحويل المساحات العامة إلى أماكن تتيح للعائلات والأطفال التفاعل واللعب.

 

تحقيق جودة حياة شاملة

تشمل الجهود المبذولة في أبوظبي شراكات استراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير مرافق مستدامة تراعي الاحتياجات المتنوعة. تعمل هذه الشراكات على تحقيق أهداف طموحة مثل الحصول على عضوية أبوظبي في شبكة المدن الصديقة لكبار السن التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهو اعتراف عالمي يعكس مدى التزام الإمارة بمفهوم الشمولية.

 

نموذج يُحتذى به عالميًا

الجهود المبذولة في أبوظبي تتجاوز حدود الإمارة لتقديم نموذج يُلهم المدن الأخرى حول العالم. من خلال دمج أصحاب الهمم وكبار السن ضمن رؤية مجتمعية شاملة، تسعى أبوظبي إلى بناء مجتمع مترابط ومتوازن يُلبي احتياجات جميع أفراده، بغض النظر عن قدراتهم أو أعمارهم.

 

الخاتمة

إن نموذج أبوظبي للمدن الصديقة للأسرة وأصحاب الهمم هو أكثر من مجرد مشروع محلي؛ إنه رسالة عالمية بأن الإنسانية والابتكار يمكن أن يجتمعا لبناء مدن أكثر شمولية. إن رؤية أبوظبي تعكس التزامها بجعل جودة الحياة حقًا أساسيًا للجميع، مما يعزز مكانتها كإحدى أبرز المدن الدامجة في العالم.

 

مصادر الإلهام والرؤية

رؤية أبوظبي تمثل دعوة مفتوحة للتعلم والإلهام. فمن خلال الالتزام بالعمل الجماعي والشراكات البناءة، يمكن تحقيق نقلة نوعية في كيفية تصميم المدن لتكون بيئات تحتضن الجميع.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *