علي ومغامرة الطائرة الورقية

علي ومغامرة الطائرة الورقية

[vc_row][vc_column][vc_column_text]

في صباح يوم عاصف، قرر علي أن يخرج إلى الحديقة، وكان يعلم أن الهواء القوي يمكن أن يكون مثاليًا لمغامرة فريدة. وبينما كان يسير بجانب صديقه ياسر، لاحظ طفلًا صغيرًا، ربما في التاسعة من عمره، يمسك بطائرة ورقية ويحاول إطلاقها في السماء. كانت الطائرة تسقط كلما حاول رفعها، وكان وجه الطفل يعكس مزيجًا من الإحباط والتحدي. 

نظر علي إلى ياسر وقال، بتوهج من الحماس: “لدي فكرة. ما رأيك أن نساعد هذا الصغير في إطلاق طائرته؟ 

توجه علي وياسر نحو الطفل بابتسامة، وقبل أن ينطقوا، أدار الطفل وجهه إليهم وقال: “إنها لا تطير! ربما لأنها قديمة، ربما هذا خطأ الطائرة!”. ضحك علي وقال بلطف: “الطائرات الورقية تحتاج صبرًا وخطة، دعنا نحاول معًا ونرى إن كنا سننجح.” بدأ علي يشرح للطفل، وهو يوضح كيف يجب أن ينتظرون هبّة الريح المثالية قبل أن يطلقوا الطائرة. 

بعد عدة محاولات سريعة فاشلة، اتفقوا على العمل كفريق: علي يمسك ذيل الطائرة وياسر يمسك بالخيط، بينما يراقب الطفل ويتابع التعليمات بعناية. ثم فجأة، جاءت هبّة قوية من الرياح. بلمح البصر، أطلقوا الطائرة معًا، لترتفع هذه المرة بثبات بين السماء والغيوم. اندهش الطفل، وارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة بينما كان يركض ويمسك بالخيط بقوة. 

لكن التحدي لم ينتهِ هنا. مع اشتداد الرياح أكثر من اللازم، بدأت الطائرة تتمايل بشكل غير مستقر. كان على علي أن يتفاعل بسرعة ويعطي تعليمات سريعة لياسر والطفل الصغير. قال علي بصوت جدي: “عليك أن تمسك الخيط بإحكام، وتخفف شدّه عندما تهب الرياح بقوة! لا تخف من حركتها.” 

حاول ياسر والطفل تنفيذ توجيهات علي، لكن مع زيادة قوة الرياح، كادت الطائرة الورقية أن تخرج عن السيطرة وتتجه نحو الأشجار. كانت لحظات حرجة، وقد انتابهم الخوف من أن الطائرة ستعلق بين الأغصان، لكن علي، بكل عزيمة وثبات، شجعهم قائلاً: “لا تستسلموا الآن! نحن فريق قوي، والطائرة لن تذهب بلا رجعة.” 

بكل جهدهم، نجحوا في إبعاد الطائرة عن الأشجار واستعادوا السيطرة تدريجيًا. ارتفعت الطائرة عاليًا وبثبات، تطفو بحرية في السماء، مما جعل الجميع يطلقون هتافًا من الفرح. 

عند نهاية اليوم، جلسوا جميعًا على العشب وأخذوا نفسًا عميقًا. كان علي يشعر بالفخر، ليس فقط بسبب النجاح في إطلاق الطائرة، بل لأنه استطاع أن يحوّل لحظة بسيطة إلى مغامرة رائعة تضمنت العمل الجماعي، الإصرار، وأهمية الثقة بالنفس. 

عاد علي إلى منزله محملًا بذكريات هذا اليوم، وقد تعلم درسًا جديدًا عن التحدي والعمل الجماعي، وقرر أن يجعل من هذه التجربة تذكيرًا بأن المغامرات الكبيرة قد تبدأ بأصغر التفاصيل. 

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *